تاريخ ومستقبل دول حوض النيل (8) رواندا

فى هذه الحلقة من سلسلة المقالات حول تاريخ ومستقبل دول حوض النيل نتناول اليوم تاريخ العلاقات بين مصر ورواند  وهى احدى دول الحوض الذى تهتم مصر بتنمية العلاقات معهم جميعا بغض النظر عن حجم وثقل كل منهم على المستوى الاقليمى والدولى، وكلمة رواندا تعني أرض الألف تل وهي دولة تقع في شرق أفريقيا بمنطقة البحيرات العظمى، وتعد رواندا أحد دول منابع نهر النيل(مثل بوروندى وأوغندا). وعادة ما يثار بين الحين والآخر منافسات بين الدول الثلاث حول ايهم تضم ابعد منبع لنهر النيل.

وقد كان لى شرف لقاء الرئيس الرواندى على هامش اجتماعات القمة الافريقية التى استضافتها اثيوبيا فى يناير الماضى، ولمست مدى حرصه على مد جسور الثقة والتعاون مع مصر رئيسا وشعبا. كما حملت كلماته تقديرا كبير لدور مصر على المستوى الافريقى. وقدمت خلال اللقاء دعوة رسمية له لحضور حفل افتتاح قناة السويس الجديدة الشهر القادم.

يمكننى ان اصف العلاقات المصرية الراوندية بانها علاقات متميزة تقوم على التعاون بين الدولتين، فى ظل رغبة كل منهما في العمل معا من أجل تسخير وتطوير وإدارة موارد المياه لصالح مواطنى الدولتين على حد سواء، فقد أعطت وزارة الموارد المائية والري في مصر ووزارة الموارد الطبيعية في رواندا أولوية للتعاون الفني في مجال الموارد المائية. وجارى حاليا وضع اللمسات النهائية على بروتوكول للتعاون الفنى والتنموى في مجال الموارد المائية ليتم توقيعه في وقت قريب لدعم وتوثيق العلاقات بين البلدين.

ويرتكز البروتوكول المقترح للتعاون بين البلدين على بناء القدرات وإيفاد الطلبة والدارسين الى دبلوم الموارد المائية المشتركة بكلية الهندسة – جامعة القاهرة. كما يضم مشروعات مائية  وتنموية للتعاون الثنائي بين البلدين بمنحة قدرها 3 مليون دولار تشمل التدريب، إيفاد خبراء فنيين، وإنشاء مركز بحثي لبحوث المياه والأراضي.

وقد تأكدت العلاقات الممتازة بين البلدين من خلال العمل  في مجالات  مثل  التدريب وبناء القدرات الذى يعد من الأولويات التي تحتاجها رواندا في مجالات متعددة مثل إدارة الموارد المائية، والذي يمكن الاستفادة فيه من  الكفاءات والخبرات المصرية، فضلا عن وجود العديد من معاهد البحوث ومراكز وزارة الموارد المائية والري ذات الصلة بالإدارة المتكاملة للموارد المائية،  وتوافر الأجهزة والمعدات التي تسهم في بناء القدرات العلمية والتنفيذية للكوادر الفنية في رواندا. والهدف من هذا التدريب تعزيز القدرات البشرية، بناء قدرات المهندسين والفنيين في مجالات الإدارة المتكاملة للموارد المائية وتقنيات حصاد مياه الأمطار والآبار الجوفية ونوعية المياه، بناء القدرات في مجال إدارة وصيانة البنية التحتية للمياه والمحافظة عليها، وتبادل الخبرات في مجال الموارد المائية والتخطيط .

ويتم تحقيق هذه الأهداف من خلال عقد دورات تدريبية في تخطيط وإدارة وتنمية الموارد المائية، وإدارة حصاد مياه الأمطار والسدود وغيرها من مرافق البنية التحتية، فضلا عن صيانة وتشغيل مرافق البنية التحتية، علاوة على تنظيم برامج تدريبية في مجال نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن البعد، وتنظيم دورات تدريبية في مجال الادارة المتكاملة للموارد المائية، ومجال إدارة المياه الجوفية.

كما ستتجسد اوجه التعاون بين البلدين بشكل اكبر فى انشاء مركز بحثى لعلوم المياه والأراضي بهدف  توفير الدعم الفنى والتقني للموارد المائية والأراضي في جمهورية رواندا، لتوفير البيانات والمعلومات اللازمة للدراسات الهيدرولوجية، واستخدام التقنيات المتطورة والتي تشمل الاستشعار عن بعد ونظام المعلومات الجغرافية لجمع البيانات والحفاظ عليها وتعظيم استخدامها لتوفير المدخلات اللازمة للنماذج الهيدرولوجية ونماذج الأرصاد الجوية، وتوفير صور الاقمار الصناعية ونظم المعلومات الهيدرولوجية والخاصة بالأرصاد الجوية في منطقة حوض النيل وانشاء قاعدة بيانات نظام المعلومات الجغرافية، المساهمة فى زيادة الرقعة الزراعية عن طريق توفير بيانات للاراضى الصالحة للزراعة واقتراح الطرق المثلى لزراعتها، رفع انتاجيه الأراضي الزراعية عن طريق توفير برامج تحسين وتطوير الرى بهذه الأراضي. وسوف يستمر العمل بهذا المشروع لمدة 5 سنوات بتكلفة 3 مليون دولار.

وستظل الدولة المصرية – التى تؤمن بأهمية العلاقات مع القارة الأفريقية وبخاصة في ظل عودة مصر إلى أداء دورها الهام في افريقيا- ستظل دائما وابدا داعما لكل دول حوض النيل التى تربطنا بها علاقات وطيدة على مر العصور وستستمر فى بذل كل الجهد لتنمية هذه الدول من خلال علاقات التعاون الثنائى مع كل منها.

حفظ الله مصر وشعبها ونيلها من كل سوء