علي جبل عرفة تذكرت وطني الحبيب مصر، والتحديات التي تواجهها من كل حدب وصوب. وخصوصا ملف المياه
الانطباع الاول لزائر المشاعر المقدسة هذا العام، خصوصاً من شرف بالمجيء إلي الأراضي المقدسة من قبل، هو ذلك التطوير الهائل الذي شمل نواحي عديدة بتلك المشاعر، لتشمل كل المباني في المسجد الحرام وفي باقي المشاعر. تطوير محمود يؤكد علي الرسالة السامية التي أخذتها علي عاتقها السلطات السعودية لتذليل كل العقبات أمام ضيوف الرحمن.
أمام الكعبة فاضت العيون بالدموع، دموع تلقائية تنهمر من رافد عميق لا أعرف مصدره، إلا أنني أدرك أنها تعبر عن شعور مفعم بالخوف والرجاء يتجسد في شخصي الضعيف أمام قدرة الله، وأن يحفظ مصرنا من كل مكروه وسوء وألتفت حولي فأجد الدموع في عيون حجاج البيت العتيق، الكل جاء ليجدد الصلح مع الله ويطهر القلب من الأحزان والنفس من الذنوب، ويجأر الي الله بالدعاء والذكر والإبتهال في المشاهد كلها. خلال الطواف، وعلي الصفا والمروة، وعلي صعيد عرفات الله. وعند المشعر الحرام، وفي مني، والدعاء عند الجمرات وفي أيام التشريق. راجيا العلي القدير أن يغفر الذنب ويتجاوز عن الهفوات والزلات.
علي جبل عرفة تذكرت وطني الحبيب مصر، والتحديات التي تواجهها من كل حدب وصوب. وخصوصا ملف المياه، فمواردنا المائية محدودة، بل شحيحة اذا قورنت بعدد السكان، واذا قورنت بخططنا الطموحة لتحقيق تنمية سريعة ومستدامة، وهي تنمية يعتبر الماء عنصرا اساسيا فيها. تذكرت تحديات خارجية تشمل مطامع تسعي للتأثير علي علاقاتنا بدول حوض النيل، والوقيعة بين الاشقاء لتحقيق مكاسب رخيصة..وعندها تضرعت إلي الله بالدعاء ليحفظ نيل مصر ويوفق دول الحوض للتوافق حول مصلحتهم المشتركة ولتحقيق الفائدة للجميع بدون ضرر او ضرار.
تذكرت مخاطر التغيرات المناخية وتأثيراتها المحتملة علي شواطئنا والتي نستعد لها بكل همة من خلال مشروعات ضخمة لحماية الشواطيء المصرية، ودعوت الله أن يحفظ شواطئنا من كل مكروه وسوء.
تذكرت هجمة التعديات الشرسة علي نهر النيل والتي تعدت المائة وخمسين الف تعد قبل 30 يونيو 2013. هذه الهجمة نقاومها بكل قوة وصلابة، ويتعاون في تحقيق هذا الهدف السامي اجهزة الدولة المختلفة، قضائية وامنية وعسكرية، وصلت الي نسف المباني المخالفة حتي يعود النيل كما كان لكل المصريين. اتذكر تلك الهجمة ودعوت: يا رب احفظ مصر ووفق اجهزتها القضائية والعسكرية والامنية والفنية لحماية نهر النيل من هجوم المعتدين.
تذكرت الجولة الاخيرة من مفاوضات سد النهضة، والتي فتحت ابوابا مغلقة منذ 15 شهرا لينبعث ضوء من الامل في الوصول الي حل توافقي يحقق الاهداف العليا للاشقاء الثلاثة: اثيوبيا والسودان ومصر. التنمية والكهرباء لاثيوبيا، والمياه للسودان ومصر. معادلة تبدو بسيطة وقابلة للتحقق لكنها تحتاج جهودا دؤوبة وجسورا ممدودة للثقة بين الاطراف الثلاثة. فاقول يارب وفقنا جميعا لتحقيق تلك المعادلة لصالح كل الشعوب التي تبحث عن التنمية والرخاء والامن.. يارب وفق اللجنة الوطنية التي ستنعقد خلال أيام بالقاهرة للوصول إلي نتائج تحقق طموحات شعوب الدول الثلاث نحو حياة كريمة.
وفي الروضة الشريفة وفي رحاب المصطفي صلي الله عليه وسلم بالمدينة المنورة فاضت الدموع، ودعوت الله بالتوفيق لمصر وشعبها وأن يحفظ قائدها ويعينه علي تحمل التحديات الجسام التي تواجهها مصر، وكان دعائي المتكرر هو:
حفظ الله مصر وشعبها ونيلها من كل سوء